top of page

 نشأة البلوكشين: من أين بدأت القصة؟

  • صورة الكاتب: الدكريبتور
    الدكريبتور
  • 28 نوفمبر 2024
  • 3 دقائق قراءة

تاريخ التحديث: 4 ديسمبر 2024

تُعتبر تكنولوجيا البلوكشين واحدة من الابتكارات التي غيّرت وجه العالم الرقمي. ولكن كيف بدأت هذه الفكرة التي أصبحت اليوم من ركائز العملات الرقمية مثل البيتكوين؟ في هذا المقال، نلقي نظرة على نشأة البلوكشين، ودور الإنترنت، وتطوير الثقة الرقمية التي جعلت العملات الرقمية ممكنة. تعرّف على الخطوات الأولى التي قادت إلى ثورة البلوكشين وما كان خلف الكواليس! تذكير: لا تنسَ متابعة قناة اليوتيوب الخاصة بنا لمزيد من الفيديوهات التعليمية حول البلوكشين والعملات الرقمية، وللمهتمين بتداول العملات المشفرة يمكنكم الانضمام إلى قناة التليجرام الخاصة بنا.


قبل ظهور تكنولوجيا البلوكشين، كان حلم إنشاء عملة رقمية آمنة يبدو بعيد المنال. كانت الفكرة تتطلب تطوير نظام يمكن من خلاله نقل القيمة رقمياً بطريقة آمنة وموثوقة، وهو ما لم يكن متاحًا آنذاك بسبب الاعتماد على الوسطاء لإتمام العمليات المالية. كان الإنترنت جزءًا أساسيًا من تحقيق هذه الرؤية، إذ أن البنية التحتية لشبكات الإنترنت مثل TCP/IP وضعت الأساس لتطوير وسائل الاتصال وتبادل البيانات بشكل رقمي.

في أوائل التسعينيات، كان تطوير الإنترنت مستمرًا بشكل مكثف، وأصبح بروتوكول HTTP المعيار الأساسي لتصفح الويب، كما كان SMTP يستخدم لتبادل البريد الإلكتروني. لكن كان التحدي الأكبر يتمثل في كيفية تحقيق الثقة في المعاملات الرقمية. عندما تتحول القيمة من شكل مادي مثل النقود المعدنية أو الذهب إلى شكل رقمي، يصبح من الضروري وجود آلية لضمان أن جميع الأطراف تتعامل بثقة وأمان.

كان هناك نوعان رئيسيان من الثقة التي كانت مطلوبة:

  1. الثقة بالوسيط (Intermediary Trust): وهي الاعتماد على طرف ثالث للقيام بدور الضامن في المعاملات المالية، مثل البنوك أو المؤسسات المالية.

  2. الثقة بالتأمين (Insurance Trust): وتشمل وجود جهة ثالثة مسؤولة عن تأمين العملية وضمان سلامتها، كما يحدث مع شركات التأمين.

هذا الاعتماد الكبير على الوسطاء خلق العديد من التحديات، خاصةً فيما يتعلق بالرسوم والتأخير في المعاملات، وأيضًا مخاطر الاختراق والتلاعب. هذه التحديات كانت سببًا في البحث عن حلول جديدة، وهنا جاءت فكرة البلوكشين.

نشأة البلوكشين وثورة البيتكوين

في عام 2008، ومع الأزمة المالية العالمية التي هزّت النظام المالي التقليدي، قدم شخص أو مجموعة تحت الاسم المستعار "ساتوشي ناكاموتو" ورقة بيضاء بعنوان "بيتكوين: نظام نقدي إلكتروني من شخص لشخص". كانت هذه الورقة تقدم حلاً لمشكلة الثقة من خلال تقنية جديدة تُعرف باسم "البلوكشين".

البلوكشين عبارة عن دفتر أستاذ موزع يضم مجموعة من الكتل (Blocks) التي تحتوي على بيانات المعاملات. يتم ربط كل كتلة بالتي تسبقها باستخدام توقيعات رقمية معقدة، مما يجعل من الصعب تغيير أي كتلة دون تغيير جميع الكتل التي تليها، وبالتالي ضمان سلامة البيانات.

تستخدم البلوكشين تقنية التشفير لضمان أمان البيانات، ومن هنا جاء اسم "بلوكشين" (أي سلسلة الكتل). كان الهدف الأساسي من هذه التقنية هو توفير نظام لا مركزي لا يحتاج إلى وسطاء، مما يعني أن كل معاملة تتم مباشرة بين الأطراف المعنية، دون الحاجة إلى جهة موثوقة مركزية مثل البنوك.

في عام 2009، تم إطلاق شبكة البيتكوين، وهي أول تطبيق ناجح لتكنولوجيا البلوكشين. كانت البيتكوين تهدف إلى توفير نظام مالي جديد يسمح بإجراء المعاملات بطريقة لامركزية وبدون تدخل من أي حكومة أو مؤسسة مالية. من خلال استخدام مفهوم "إثبات العمل" (Proof of Work)، يتمكن المشاركون في الشبكة (المعروفون بالمعدنين) من التحقق من صحة المعاملات وإضافة كتل جديدة إلى السلسلة، وفي المقابل يحصلون على مكافآت بالبيتكوين.

الثقة الرقمية وبناء نظام جديد

كان الهدف من تكنولوجيا البلوكشين هو إعادة بناء الثقة في النظام الرقمي. في النظام التقليدي، كانت الثقة تعتمد على المؤسسات، ولكن مع البلوكشين، أصبحت الثقة تعتمد على التكنولوجيا نفسها. كل معاملة تُسجّل بشكل دائم في دفتر الأستاذ الموزع، ويتم التحقق منها من قبل عدة جهات مستقلة (العُقد) في الشبكة، مما يضمن سلامة المعلومات ويقلل من احتمالية الغش أو التلاعب.

هذه التكنولوجيا لم تقتصر فقط على العملات الرقمية؛ بل أصبحت تستخدم في العديد من المجالات الأخرى مثل إدارة سلسلة التوريد، والعقود الذكية، والتصويت الإلكتروني، مما يثبت أن البلوكشين يمكن أن تكون الأساس لنظام جديد بالكامل يعتمد على الشفافية والثقة الرقمية.

تذكير: لا تنسَ متابعة قناة اليوتيوب الخاصة بنا لمزيد من الفيديوهات التعليمية حول البلوكشين والعملات الرقمية، وللمهتمين بتداول العملات المشفرة يمكنكم الانضمام إلى قناة التليجرام الخاصة بنا.

البداية المتواضعة لتكنولوجيا البلوكشين كانت فقط البداية لثورة شاملة في مجال المال والأعمال. من خلال هذه التقنية، أصبح بالإمكان توفير نظام يضمن الثقة والشفافية دون الحاجة إلى وسيط مركزي. اليوم، نجد أن تطبيقات البلوكشين تتجاوز بكثير عالم العملات الرقمية، وتمتد لتشمل مجالات متعددة، من إدارة سلاسل التوريد إلى العقود الذكية وحتى الخدمات الحكومية. إنها ثورة في طريقة تعاملنا مع البيانات والقيمة في العالم الرقمي، وستظل تؤثر في حياتنا لسنوات قادمة.

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page